كواليس خطاب اوباما

نذ الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن، بدأ الصحفيون فى الوصول لمقر وزارة الخارجية الأمريكية فى منطقة «فوجى بوتم وهى إحدى المناطق الراقية، وتجاور مبانيها مقار البنك الدولى وصندوق النقد الدولى».

وبعد المرور بالإجراءات الأمنية الاعتيادية، تم السماح لنا بحمل أجهزة الكمبيوتر وتليفوناتنا المحمولة معنا، على عكس ما توقع الكثيرون منا. وتجميع الصحفيون الذين وصل عددهم إلى 40 صحفيا يمثلون كبريات وكالات الأنباء العالمية المرئية والمسموعة، وعدد من وسائل الإعلام العربية، ومن ضمنهما «الشروق». وتم اصطحابنا فى مجموعات من 10 صحفيين، وهى سعة المصعد إلى الدور السابع والأخير، حيث يوجد مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون وقاعة بنيامين فرانكلين، حيث ألقى أوباما خطابه، وبعد دخولنا غرفة إلقاء الخطاب، وهى الغرفة الأكبر والأكثر فخامة فى الدور السابع، لم يكن أمامنا سوى الانتظار لأكثر من ساعتين فى انتظار صعود أوباما للمنصة. وكان لافتا بساطة تصميم منصة إلقاء الخطاب، حيث تضمنت ثمانية أعلام أمريكية خلف أوباما، وضمت الغرفة مقاعد لما يقرب من 350 شخصا، وتوالى دخول الحضور. وكان من الحاضرين بجانب الوجود الصحفى، العديد من نشطاء الجالية الأمريكية العرب، مثل الدكتور جيمس زغبى، والكثير من المعارضين العرب فى واشنطن من دول مثل سوريا وليبيا، مثل الدكتور رضوان زيادة والسيد عمار عبدالحميد، وعدد محدود من الأكاديميين العرب الأمريكيين، مثل الدكتور سامر شحاتة من جامعة جورج تاون، إضافة للسفراء العرب المعتمدين فى واشنطن. وكان لافتا للنظر حضور السفير الليبى السيد على أوجلى، الذى مثل نظام القذافى لسنوات طويلة فى واشنطن، ثم انضم أخيرا للثوار والحكومة الائتلافية المعارضة ويمثلها فى واشنطن. كذلك كان لافتا غياب السفير السورى الدكتور عماد مصطفى. وحضر السفير المصرى السيد سامح شكرى الخطاب، وقام بمصافحة الرئيس أوباما عقب انتهاء الخطاب. وضمت الغرفة أيضا العديد من كبار المسئولين الأمريكيين مثل هيلارى كلينتون، وسفيرة واشنطن فى الأمم المتحدة سوزان رايتس، والسيناتور جون كيرى، وعددا من الوزراء، إضافة لعدد من العاملين بوزارة الخارجية والبيت الأبيض، وظهر بارزا بعض العاملين بالخارجية الأمريكية من الأمريكيين من أصل عربى ممن يقدمون مساعدات كبيرة للصحفيين العرب. وكان لافتا أيضا حضور رئيس قناة الجزيرة الإخبارية، السيد وضاح خنفر، الخطاب.

وتأخر ظهور الرئيس أوباما لما يقرب من 15 دقيقة عن الموعد المحدد مسبقا، ووصل إلى وزارة الخارجية فى تمام الساعة 12:03، وبدأت المراسم بالتنبيه على الحاضرين بضرورة غلق هواتفهم، إلا أن الكثيرين لم يهتموا واستمروا فى ضخ تطورات الخطاب عن طريق تويتر أو فيس بوك.